Tuesday, April 14, 2015

Details of the life of Samir Geagea from the book L’HOMME DE CÈDRE: LES TROIS VIES DE SAMIR GEAGEA

حاولت الناشطة الحقوقية ندى عنيد في كتابها “سمير جعجع: حياة وتحديات” جمع فصول من حياة رئيس حزب “القوات اللبنانية” في مراحلها كافة: الطفولة في بشرّي، سنوات دراسة الطبّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت، متاريس الحرب، مواجهاتها السياسيّة ومعاركها الدامية، سنوات السجن الطويلة، الاتهامات والأحكام، إلى استعادة الحريّة والموقع السياسيّ.
والكتاب هو نتاج 18 ساعة من الحديث خاضتها عنيد مع قائد القوّات اللبنانيّة، وبعض الأبحاث التي قامت بها لمواكبة قصّته الشخصيّة وتحديد الإطار السياسيّ والتاريخيّ الذي دارت فيه.
وتعرّف عنيد كتابها بأنه “فصول حياة متقلّبة وصاخبة بالأحداث، جمعتها بين دفّتي كتاب يختصر مرحلة مهمّة وملتبسة من تاريخ الحرب الأهليّة اللبنانيّة التي كان جعجع من بين أهمّ اللاعبين فيها”. وإلى جانب البُعد التوثيقي، يتضمّن الكتاب تفاصيل غير شائعة عن حياة جعجع وتجربته.
 وتوقع عنيد كتابها نهار الجمعة 24 تشرين الاول في مكتبة أنطوان – أسواق بيروت بنسختيه العربية والفرنسية  الساعة 5 مساءً في مكتبة أنطوان- أسواق بيروت ساحة العجمي.
وهي تؤكد ان قائد القوات اللبنانية “لم يراجع الكتاب، لا من قريب ولا من بعيد، بعد إجراء الحديث معه”.
وفي الآتي، تنشر “النهار” نصوصاً من الكتاب:
الفصل 3: السنوات الحالكة
الكبرياء، نفاد الصبر، السخرية، التسلّط والاستفزاز… تلك الصفات التي أسهمت في إرساء سمعته كمقاتل، ثمّ قائد، وأخيرًا زعيم، لم يعد لها مكان في حياته الجديدة. على غرار الأنبا أنطونيوس الكبير الذي كان يمتحن قدرته على مقاومة الشيطان بالتصبّر على الشتائم التي كان يثيرها بنفسه، بنى جعجع بصبر دؤوب نظام مناعته في وجه الإذلال، فكبت الغضب الذي كان يغلي في داخله كلّما تمكّن من وضع اسم على أحد أصوات سجّانيه الذين لم يكن يرى وجوههم، أصوات باتت أليفة على مرّ الأيّام الطويلة.
… لم يكن من باب الصدفة أن يحرسه أبو شريف تحديدًا. فالحارس الموكّل به خصّيصًا والمكلّف بجعل اعتقاله أشقّ ما يمكن، شخص شرس وحادّ إلى درجة يبدو معها مضحكًا وسخيفًا. “العثمانيّون نسوا أحد عناصرهم في سجن وزارة الدفاع”، قال مرّة للفرقة التي كانت تواكبه إلى قصر العدل، مثيرًا ضحك الجنود. في انتظار بلوغ الترفّع المطلق، كان لا بدّ لسمير جعجع من التسلّح بروح الفكاهة والسخرية.
… ردّد له الجميع باستمرار أنّ الحلّ للمشكلات التي تواجهها القوّات اللبنانيّة يمرّ عبر إقامة علاقات جيّدة مع دمشق. كم مرّة نصحه نائب مدير المخابرات في الجيش اللبنانيّ العقيد جميل السيّد، أحد أزلام اللواء الركن غازي كنعان الذي كان يقول عنه “عيني وأذني”، بزيارة رئيس جهاز الأمن والاستطلاع للقوّات السوريّة في لبنان “لأنّه لا يسعني أنا أن أفعل شيئًا من أجلك” كما كان يردّد.
… تلك المحادثات مع الضابط السوريّ جرت في أجواء من اللباقة الدبلوماسيّة، بدون أن تفضي إلى أيّ نتيجة ملموسة، حيث بقيت المسائل التي جرى بحثها موضع خلاف. كان السوريّون، عملًا بتكتيكهم المعهود، يغذّون الخلافات بين المسؤولين والقادة اللبنانيّين ويدفعون إلى التصعيد، حتّى يهرعوا بعد ذلك لنزع فتيل الأزمة التي أثاروها أو إخماد الحريق الذي أشعلوه بأنفسهم.
يذكر جعجع المحاولة الأخيرة للتوافق مع السوريّين التي لم تُكلّل بالنجاح. كان ذلك في كانون الثاني/يناير 1994، حين زار القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد في شمال سوريا، لتقديم تعازيه للرئيس بوفاة نجله البكر باسل الأسد في حادث سير. انصبّ الاهتمام بالكامل يومها على زيارة قائد القوّات اللبنانيّة وبقيت كلّ الأنظار موجّهة إلى سمير جعجع الجالس في صفوف الزوّار الرفيعي المستوى.
… يُذكر أنّه حين خرج يومها تحت المطر من صالة التعازي، بادره اللواء الركن غازي كنعان عارضًا عليه زيارة دمشق “في أقرب وقت” لتسوية المشكلات العالقة بين حزبه والنظام السوريّ. كان جواب الحكيم واضحًا وقاطعًا: “جئت لمواساة والد مفجوع، لا لإنكار مبادئي أو الموافقة على ما هو مرفوض”. والمرفوض كان “معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق” التي فرضتها سوريا على لبنان من أجل تكريس هيمنتها على بلد الأرز، وتلك الحكومة اللبنانيّة الدمية المؤلّفة من أربعة وعشرين وزيرًا يتلقّون تعليماتهم من دمشق.
… كانت سنة 1988 سنة مفصليّة للبنان. ففي شباط/فبراير من ذلك العام، زارت أبريل غلاسبي، مسؤولة قسم لبنان وسوريا والأردن في وزارة الخارجيّة الأميركيّة، بيروت للبحث في إمكان التوصّل الى اتّفاق بين دمشق والمعسكر المسيحيّ اللبنانيّ على من يخلف أمين الجميّل، قبيل انتهاء ولايته الرئاسيّة في أيلول. كانت واشنطن في ذلك الحين تغازل الأسد الذي أسهم في تحرير رهائن أميركيّين، وقام عبر حركة أمل الشيعيّة المتحالفة معه بالقضاء على الميليشيات السنّيّة في بيروت، وتحجيم الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ، وقمع الفلسطينيّين خلال حرب المخيّمات المدمّرة، والتصدّي لتوسّع حزب الله المدعوم من إيران. هكذا أحكمت حركة أمل سيطرتها على بيروت الغربيّة، ممهّدة بذلك لعودة السوريّين بمباركة الغرب إلى هذا الشطر من العاصمة بعدما أُرغمت على الخروج منه في نهاية آب/أغسطس 1982.
فشلت مهمّة غلاسبي، كما فشلت محاولة لاحقة في نيسان/أبريل. فسوريا المعادية لأيّ تفاهم بين الطوائف والفصائل اللبنانيّة، مارست ضغوطًا شديدة على القادة المسلمين الذين لم يسعهم سوى أن يرفضوا أيّ انفتاح ومشاريع اتّفاق طرحتها السلطة، ومنها خطّة من ثماني نقاط عرضها أمين الجميّل.

… عاد أمين الجميّل والتقى مع حافظ الأسد في حزيران/يونيو 1988 في إطار القمّة العربيّة الاستثنائيّة التي أكّدت دعم الانتفاضة الفلسطينيّة. كان ذلك أوّل لقاء بينهما منذ سقوط الاتّفاق الثلاثيّ في كانون الثاني/يناير 1986. تعهّد الرئيس اللبنانيّ بأن يرفع إلى نظيره السوريّ لائحة بأسماء أربع أو خمس شخصيّات يمكنها تولّي سدّة الرئاسة، حتّى يوافق على واحد منها.

.Read more here